الخليفة هارون الرشيد اسرار لا تعرفها 809

• الخليفة العباسي هارون الرشيد خامْس الخلفاء ابن الخليفة محمد المهدي وأمه الخيرزان بنت عطاء وكان وقتها لها سلطة كبيرة داخل الدولة.
• ولد الخليفة العباسي هارون الرشيد خاْمس الخلفاء في سنْة 149 هـ 66 م كما ذكرنا في مدينة الري التي باتت جزء بعد ذلك من إقليم الجبال أثناء الحكم العباسي.
• كان والد الخليفة العباسي هارون الرشيد خْامس الخلفاء والي على تلك المدينة.
• تربي الخليفة العباسي هارون الرشيد خاْمس الخلفاء مع أبناء القادة والأمراء داخل الدولة العباسية ومع أخوة له بالرضاعة وهم جعفر والفضل أبناء يحي البرمكي الذي أصبح له مكانة عظيمة في الدولة العباسية.
• وبعد أن توفي جعفر ابن الخليفة أبو جعفر المنصور الأكبر في سْنة 151 هجري رجعت أسرة المهدي إلى بغداد، وكان المهدي وقتها ولي العهد.
• وهارون الرشيد خامْس الخلفاء حظي بطفولة مستقرة وهادئة تحت رعاية أبوه وجده.
• الخليفة ﻫﺎﺭﻭﻥ الرشيد خاْمس الخلفاء قام بتعليمه علوم النحو وتربيته علي بن حمزة بن عبدالله الأسدي الكوفي الذي أطلق عليه الكسائي، وظل مع هارون حتى مماته، ثم قام بتعليم ابن الخليفة هارون الرشيد خْامس الخلفاء محمد الْأمين.
• وكذلك قام بتعليمه وتربيته المعلم المفضل الضبي الذي قام بتصنيف كتاْب للمهدي وهو المفضليات.

• في سنة 158 هجرية فاضت روح أبو جعفر المنصور إلى بارئها، وبات المهدي هو الخليفة، وقام بدفع ابنه هارون الرشيد خامْس الخلفاء من أجل أن يتدرب على أن يكون الفارس القوي عن طريق تعلم القتال والرمي والفروسية.
• عندما بات الخليفة العباسي هارون الرشيد خْامس الخلفاء في ريعان الشباب، قام والده بتعيينه قائد على الجيش، وما كان من الخليفة العباسي هارون الرشيد إلا أن أظهر البراعة في القيادة وقام بمحاصرة قلعة رومية وكان اسمها سمالوا لمدة 38 يوم حتى تم فتحها.
• ورجع الخليفة العباسي هارون الرشيد بالجيش سالم بل ومحمل بالكثير من الغنائم، وقام أهل بغْداد باستقباله وكانت مكافأته من المهدي على ذلك بجعله والي على أرمينية وأذربيجان.
• في سنْة 165 هـ تزوج الخليفة العباسي هارون الرشيد بن عبد اللْه خامس الخلفاء ابنة عمه زبيدة بنت الجعفر.

غزو الخليفة العباسي هارون الرشيد بن عبد الله للروم

•  بعد أن تزوج الخليفة هارون الرشيد بمدة قصيرة قام والده بإرساله ليقود جيش ثاني ليغزو الروم، وكان الجيش يبلغ 95.793 جندي.
• وصل جنود الخليفة العباسي هارون الرشيد إلى خليج البحر الذي يطل على القسطنطينية، وكانت تحكمهم أنذاك أيرين التي كانت زوجة أليون وكان لقبها أغسطه، وهي وصية عرش ابنها قنسطنطين الذي كان عمره وقتها 9 سنوات.
• طلبت أغسطه الصلح من الخليفة هارون الرشيد الصلح، بعد أن شاهدت القتل الكثير ﻓﻲ الروم، مقابل دفع 70 ألف دينار سنويًا، فقبل الخليفة هارون الرشيد ذلك وأرسلت لوالده معه هدايا وتم التعاهد على هدنة لمدة 3 سنوات.
• رجع الخليفة هارون الرشيد من هذه الغزوة إلى بْغداد وفرح وقتها المهدي بالانتصار الذي قام به ابنه هارون اﻟرﺸﻴد، وبايعه ولي عْهد بعد أخوه الأْكبر موسى الْهادي، فبات الخليفة هارون الرشيدي هو ثاني ولي عْهد.

• كانت والدة الخليفة هارون الرشيد الخيرزان تحبه كثيرًا، بل كانت تريد أن يتقدم الخليفة هارون الرشيد أخْيه في تولى العهْد بسبب ذكاءه وبطولته وحكمته، على الرغم من أن الأثنين أولادها.
•  وبسبب حب الخليفة المهدي لزوجته بشكل كبير، فقرر أن ينفذ رغبتها، وقام بنقل الولاية من ابنه موسى الْهادي إلى الخليفة العباس هارون الرشيد، فـ كتب رسالة إلى ابنه الهادي لكي يحضر وكان وقتها يقيم في جرجان.
• لكن الهادي أيقن أن أباه سوف يخلعه من ولْاية العْهد، فلم يطيع أبيه وظل مستقر بجرجان، فأدى ذلك إلى غضب الأب وقام بتجهيز جيش وذهب إلى جرجان بصحبة الخليفة هارون الرشيد، ولكن وافته المنية في ماسبذان، فقام الخليفة هارون الرشيد بالصلاة عليه ثم دفنه.
• قام الخليفة هارون الرشيد بإرسال خاتم الخلافة إلى أْخيه وقام بالمباركة، ثم بايع قادة الجيش والأمراء وعامة الشعب.
• تسلم الخليفة الهادي الخلافة وذهب إلى بغْداد ليمارس مهمات عمله، وليأخذ البيعة بنفسه، وكان هذا في عام 168 هـ، واستمرت مدة خلافة الْهادي سنة و3 شهور فقط.

• لم يقم الخليفة هارون الرشيد بمنازعة أخيه الْهادي على تولي الخلافة بل ولم يتصارع معه، لعلمه أن الصراع بسبب الحْكم والسلطة بداية لهدم خلافة المسلمين التي كان يسعى العباسيين لها.
•  ولكن أخوه الخليفة الْهادي أراد أن يعزل الخليفة هارون الرشيد من ولايْة الْعهد وأن يجعلها لابنه جْعفر خلفًا له، وذلك يستدعي أن يتنازل الخليفة هارون الرشيد عن تلْك الولاية وأن يبايع الولي الجديد.
• أصبح الخليفة الهاْدي كثير الانتقاد لتصرفات الخليفة هارون الرشيد في اﻟﻤﺠﺎﻟس الخاصة به، بل كان يقوم بإبداء عدم الرضا عنه، بل وقام بطلب منه التنازل عن الولاية.
• يحكى الطبري في التاريخ الخاص به، أن الْهادي أرسل إلى أشد المناصرين للخليفة هارون الرشيد (يحي البرمْكي) مساءًا، وكان يحي لديه شك أن الخليفة الهاْدي سوف يتخلص منه فقام بوداع أهله وجدد ثيابه وتحنط، وذهب إليه، فقال له الخليفة الهْادي ما لك ولي، فقال يحي أنا عْبد لديك يا أمير المؤمنين، فليس على العبد إْلا الطاعة، فقال الخليفة فلم التدخل بيني وبين هارون بل وتفسده ناحيتي، قال يحي، من أكون حتى أكون بينكم، إنما أمرني المهدي بذلك ثم أمرتني بهذا فأطعت أمرك، فقال الْخليفة فماذا فعل هارون الرشيد، قال يحي ما صنع أي شيء، فهدأ غضب الخليفة.
• وكان سبب ذلك الحوار هو كون الْخليفة الهاْدي وصل إلى علمه أن يحي كان يؤازر الخليفة المهدي هارون الرشيد حتى لا يتنازل عن ولْاية العْهد.
• ولهذا كرر الهادي تحذيره مرات عديدة، ولكن ظل البْرمكي يعاون هارون الرشيد حتى لا يتنازل، بعد أن تأكد أن هارون الرشيد رافض الصراع على الخلافة والسلطة مع أخوه.
• أنتهت تلْك المسالة عندما قام الهْادي بإصدار أمر اعتقال في حق البرمكي، فظل داخل السجن حتى وفاة اْلهادي ثم قامت بإخراجه الخيزران وأصبج وزير مقرب من هارون الرشيد.

• تم مبايعة هارون الرشيد على الخلافة مساء الخميس ليلة الجمعة التي مات فيها أخوه الْهادي، وكان وقتها عمر هارون الرشيد 22 سنة.
• كانت الْدولة العباسية وقت خلْافة هارون الرشيد عليها متباعدة الأطراف، تمتد أطرافها من وسط آسيا إلى المحيط الأطلسي، وكانت معرضة للثورات والفتن، وفي حاجة إلى قيادة حاسمة حكيمة حتى يعم السلام والأمن، وكان هارون الرشيد الأحق بتلك المهمة المستعصية، وكانت الاتصالات في هذا الوقت صعبة.
• بعد تولي هارون الرشيد الحكم، كانت بداية العْصر الزاهر، فتم الارتقاء بالعلوم والآداب والفنون والرخاء عم جنبات الدولة الإسلامية، وأمسك هارون الرشيد بإحكام بأمور الدْولة، وكان لازال في سن الـ 22 عامًا.
• كان يعرف عن هرون كونه الخْليفة التي يمتاز بالحذر وكان يقوم ببث جواسيس وعيون بين الناس ليتعرف على أحوالهم وأمورهم، بل كان في بعض الأحيان يطوف متنكرًا بنفسه داخل الأسواق والمجالس ليسمع ما يشاع عنه.
• وفي الحقيقة تلْك الصورة المختلفى لهارون كانت تعكس العصر الذي حيا به بمساوئه ومحاسنه، وهو العصر العباسي الأول أو ما يعرف بالعصر الإسلامي الذهبي.
• تميز عصر الرشبد بالعلوم والحضارة والازدهار الديني والثقافي.
• كانت بغداد في عْهده مركو للثقافة والمعرفة والتجارة.

• قام هارون الرشيد بإصدار عفو عام عند توليه الخلافة عن كل هارب أو مستخفي ماعدا مجموعة من الزنادقة.
• استعمل هارون الرشيد مْدينة الرقة وجعلها عاصمة لرديفة.
• أنشأ هارون الرشيد بيت الحكمة ببغداد وقم بتزوبدها بعدد كبير من المؤلفات والكتب من كافة بقاع الأرض، وكان بها غرف كثيرة وبينها أروقة كبيرة، وكان بعضها مخصص للكتب، والبعض الآخر للمحاضرات، والبعض للمترجمين والناسخين والمجلدين.
• كما استعمل مدينة الرقة عاصمة رديفة.
• في عصره تمت الترجمة الأولى للعربية لكتاب علمي ذا الشهرة الكبيرة عبر التاريخ تحت مسمى كتاب الأصول في الهندسة والعدد كتابة المؤرخ إقليدس.
• تم تطوير العلوم وبالأخص الفيزياء التقنية والفلكية، وتم ابتكار مجموعة من الاختراعات مثل الساعة المائية.
• تم إنشاء أول مصنع لإنتاج الورق في عهده في بغداد سنة 795 م، وأصبح بعد ذلك سوق الوراقين الذي احتوى على المئات من الحوانيت التي تقوم بييع منتجات الورق الفاخر، وكان ورق بغداد له تقدير منتهي النظير في المنطقة.
• تطورت العلوم خصوصًا الفيزياء الفلكية والتقنية، وابتكرت عدد من الاختراعات كالساعة المائية.
• انصب اهتمام هارون الرشيد على الاصلاحات الداخلية، فقام ببناء القصور الفخمة والمساجد الكبيرة.
• تم استخدام القناديل في عهده لأول مرة لإضاءة المساجد والطرقات.
• اعتنى هارون الرشيد بالزراعة والنظام الخاص بها، فبنت الحكومة القناطر الكبيرة والجسور، وتم حفر الجداول والترع التي تصل إلى الأنهار، وقام بتأسيس ديوان ليشرف على تنفيذ أعمال الإصلاح.

• على الرغم من كون البْرامكة لم يعارضوا موضوع ولْاية عهد هارون الرشيد لـ ولده الأمْين بل سعوا في بادئ الأمر إلى تشجيع هارون الرشيد على ذلم، ولكن بدأوا يشعرون أن هذا الاختيار سيء، وخاصًة عندما بات الأْمين يافع الشباب، وبعد أن ظهر نفوذ زبيدة أمه.
• باتت زبْيدة ناقمة على البْرامكة بسبب سلطانهم ونفوذهم في بلاط هارون الرشيد، بل وسعت إلى أن تستقطب العنصر العربي لتواجه علة نفوذ الفرس ممثلين في البْرامكة، وبدأ الصراع في التفاقم بين العرب والفرس.
• وقتها بدأ البرْامكة في إعادة النظر في أمر ولاْية العْهد، فقاموا باستخدام نفوذهم، بل واستغلوا تقربهم من هارون الرشيد والمنزلة الخاصة بهم عنده، وحاولوا أن يجدوا منافس بدلا مْنه ولأمه زبْيدة، ووجدوا ما يبحثون عْنه في الأخ الأكبر المأمون، وبالأخص لكون أمه من الفرس.
• تمكن البرْامكة من جعل هارون الرشيد يبايع ابنه عبد الله المأمون، وتكون له وْلاية اْلعهد بعد الأمين أخوه، وكان ذلم بعد مرور 8 سنوات من مبايعة الأمين الأولى.
• قام هارون الرشيد بأخذ مواثيق قوية على ولديه المأمون والأمين،بل وقام بالإشهاد عليهما، ووضع هذه البيعة في حافظة فضة، وقام بتعليقها داخل الكعبة.
• بعد هذا بـ 4 سنوات قام هارون الرشيد بعقد ولْاية عهد لولده القاسم بعد أخويه وتم تلقيبه بـ المؤتمن.

• وبعد أن أصبح نفوذ البراكمة متعاظم، واحتدم الصراع بين الحزبين، بدأ الأمر يتحذ طريق آخر، وهذا بعد نجاح الوشايات والدسائس في ملء صدر هْارون الرشيد ضد البْرامكة، وهذا بإظهاره بمظهر قليل الحيلة مقابل استبداد البْرامكة، بل وأصبحت هناك مبالغة عن جرأة البْرامكة ضد هاْرون الرشيد، بل وتحكمهم في الدولة وأمورها، حتى صدر قرار من هارْون الرشيد للتخلص منهم.
• لم يكن هذا أمر هين أو حتى مهمة يسيرةـ فقد كان الْبرامكة متغلغلين في كافة شئون الدولة، وكان لهم العديد من الأعوان والأنصار، فقرر الرشيد الكتمان، واتباع طريقة المفاجأة، حتى تكون ضربة قاضية.

• على الرغم من كل أعمال الرشيد، إْلا أنه كان لديه شعور داخل نفسه أن قليل الحيلة تجاه التيارات الخفية والمنافسات داخل المملكة، وأن النكبة الخاصة بالبرامكة لم تكن هي الحل لهذا الموقف.
• كان ولدا الرشيد يبغضان بعضهما البعض، ومن وراء كل منهما حزب العجم وحزب العرب ينتظران نهاية الرشيد ليعاودا النضال مرة أخرى.
• سبب ذلك في حزن الرشْيد في أيامه الأخيرة فظل حزين وحيد يداري علته عمن يحيط به.
• يعرف عنْه أنه قام بالكشف عن بطنه لصديق، فوجد عليها عصابة خرير، وقال له تلك على اخفيها عن الناس جميعهم وكل ولد من أبنائي رقيب علي، ولكن كل منهم يريد موتي.
• اشتدت علة هْارون وكان في طريقه إلى خراسان ليقضي على ثورة قام بها رافع ابن الليث.
• توفي هاْرون الرشيدي في مدينة طوس (شمال شرق إيران مشهد الحالية)، وتم دفنه بها في شهر جمادي الآخر من سنة 193 هـ 809 م.