يعتبر الخوف من المستقبل أو من المجهول من المشاعر الطبيعية التي قد يُصاب بها الشخص نتيجة بعض الأسباب التي سنبينها في هذا المقال، إلا أن تأثير هذه المشاعر بصورة سلبية على معاملة الشخص لواقعهِ من شأنها أن تدفع تلك المشاعر لأن تهبط من درجة الإيجابية إلى درجة السلبية فتصبح من المشاعر النفسية التي تنعكس عليك بنتائج غير جيدة كالقلق والتفكير الزائد والخوف المبالغ فيه وغيرها من المشاكل.
بالتالي بواسطة هذا المقال نبحث معكم عن بعض الحلول الفورية والفعالة للتخلص من مشكلة الخوف من المستقبل ومن المجهول،
الخوف هل هو امر طبيعي؟
نعم ولا! حيث يعتبر الخوف بشكل عام من المشاعر الطبيعية التي خُصت بها النفس البشرية، وهذه المشاعر هي ذاتية لدى الإنسان، وهذا يعني أن الخوف هو امر طبيعي مادام في دائرة المعقول، لأنه في حالة زادت مشاعر الخوف عن الحد الطبيعي فإنها تهبط من امر طبيعي إلى أمر سلبي يُنذر بوقوع الكثير من المشاكل النفسية!
بالتالي في الوقت الذي يبقى فيه شعور الخوف متمحور بدائرة المعقول فإن ذلك ينعكس على الشخص بالكثير من النتائج الإيجابية! مثلا الخوف من بعض الحشرات قد يدفع بعض الأشخاص لكسر هذا الحاجز النفسي والاقتراب من عالم الحشرات خصوصا الحشرات ذات الشكل الجميل كالفراشات مثلا.
إقرأ أيضا:علاج حساسية للحامل – مقال انظر حولكوفي حالة أصبح شعور الخوف سلوك يومي يقوم الشخص به فإن ذلك يُشير بشكل واضح للإصابة بإحدى أشكال الأمراض النفسية والتي تتمثل بالخوف المبالغ فيه كالخوف من المجهول والمستقبل وإنعكاس ذلك على الواقع بصورة سلبية.
إذ أن الشخص عندما يُصاب بهلع الخوف من المستقبل الدراسي مثلا، فذلك يُولِّد تضييع للوقت وتضييع الوقت ينتجُ عنه تراكم في المنهاج الدراسي ومن ثم إبتعاد الشخص عن مرحلة التميز والنجاح! وعلى هذا النحو الأمثلة كثيرة جدا!
بالتالي إن الخوف من الأمور الطبيعية ما دام هذا الشعور يدور في فلك المعقول، ويصبح من الأمور الغير طبيعية في حالة تأثر الشخص تأثير سلبي من تلك المشاعر وأصبح يعاني من سوء إدارة الواقع والإبحار في المستقبل والمجهول بطريقة خاطئة.
لذا في قادم هذا المقال نتحدث عن قرب حول الخوف من المستقبل ونأخذكم في رحلة شيقة تُظهر لكم أسباب الخوف من المجهول وطرق العلاج الفعالة.
قد يهمك التعرف على: كيف أتخلص من الخوف.
ما هو الخوف من المستقبل؟
كرونوفوبيا أو رهاب الخوف من المستقبل، هو عبارة عن الشعور بصورة دائمة بالخوف الغير عقلاني من المستقبل ومن المجهول، إذ أن الشخص المصاب بهذا المرض النفسي عادةً ما يُكثر من خلق السيناريوهات السيئة حول المستقبل الأمر الذي يؤدي لفقدان الأمل والتفاؤل في نظرته للغد وهذا ينعكس عليه بشكل سلبي يتمثل بالوقوع في القلق، الخوف الزائد، الإكتئاب، الحزن الشديد.
إقرأ أيضا:أسباب التجشؤ وعلاجه – مقال انظر حولكويعتبر نزلاء السجون والمسنين والمراهقين من أكثر الأشخاص عرضة للإصابة بالخوف من المستقبل، حيث أشارت الدراسات النفسية أن من أسباب الإكتئاب التي يعاني منها المراهقين في فترات المراهقة تكون ناتجة من الخوف الشديد من الأمور المجهولة في السنوات القادمة.
ولعلّ أبرز الأسباب التي تؤدي للوقوع في مشكلة الخوف من المستقبل بتفسيرها السلبي، هو فقدان الشخص للتجارب الحياتية الناجحة وحتى الفاشلة، لأن الأشخاص الذين يصابوا بهلع القلق من تفاصيل الغد عادةً ما تكون حياتهم اليومية قائمة على تكرار الروتين بشكل مستمر.
بالتالي الخوف من المستقبل أو الخوف من المجهول هو من شعور غير عقلاني إن زاد عن الحد الطبيعي وأصبح الشخص في حالة سيئة يعيش واقعهُ بطريقة غير صحيحة قائمة على تضييع الوقت والإنشغال بما لا فائدة فيه.
ما هو سبب الخوف من المجهول؟
هناك الكثير من الأسباب التي تدفع الشخص للوقوع في التشويه المعرفي أو النظرة الغير دقيقة للمستقبل ومنها التالي:
- حدث سلبي يؤثر على العقل الباطن لدى الشخص بشكل غير جيد، كفقدان الوظيفة مثلا أو التعرض للفشل الدراسي وغيرها من الأحداث السلبية التي تدفع الشخص للإصابة بالخوف من المستقبل القريب والبعيد.
- العيش في روتين ثابت غير متحرك، إذ أن الدراسات النفسية والسلوكية أشارت إلى أن الشخص الذي يقوم سلوكهُ اليومي على روتين ثابت عادة ما يخاف من المستقبل عند وقوع الأحداث الغير جيدة.
- عدم خوض تجارب جديدة تُنعش حصيلة الشخص من الإدراك والمعرفة.
- الإصابة ببعض الأمراض المزمنة التي عادة ما يكون لها مضاعفات سلبية.
- الرغبة الشديدة في النجاح في ظل كثرة المشاكل والظروف السلبية.
- الفشل المستمر.
والكثير من الأسباب التي ترمي بك نحو القلق من القادم، والتي أغلبها يرتبط بالعالم النفسي للشخص، وهذا ما أشارت إليه بعض الدراسات النفسية وأكدتها أبحاث علم السلوك.
إقرأ أيضا:ما هي أسباب تجمع الماء في الرئه انظر حولكقد يهمك التعرف على: علاج القلق والخوف والتفكير.
ما هي أعراض الخوف من المستقبل؟
تختلف مظاهر الخوف من المستقبل من شخص لآخر، ومن ضمن هذه المظاهر التالي:
- العيش في الأوهام والإبحار في مستقبل ذو ملامح سلبية.
- إهمال معاملة الواقع بطريقة عقلانية، بالتالي ظهور بعض المشاكل الناجمة عن التقصير في أداء الوظائف اليومية.
- الإستمرار في التفكير طوال الوقت.
- أعراض جسمانية تتمثل في: نوبة هلع، ضيق في التنفس، الدوخة، الإغماء، التعرق الشديد، خفقان القلب، نزول شديد في الوزن.
- الإحساس دائما بالإستسلام للواقع المستقبلي “السلبي”.
- الإكتئاب.
- التفكير الجدي في الإنتحار.
- العزلة.
وتوجد الكثير من المظاهر التي تُدلل على إصابة الشخص بالخوف من المستقبل او الخوف من المجهول. ولذلك فإن الحلول وفقا لعلم النفس وعلم السلوك تتمثل في التالي:
ما هو علاج الخوف من المستقبل؟
تبدأ رحلة علاج الخوف من المستقبل بالخطوات التالية:
- اولا عليك أن تقترب من مخاوفك، لأن الإقتراب من هذه المخاوف من شأنهِ أن يُغير من النظرة العقلية إتجاه المستقبل وظروفه المجهولة. ومن الأمثلة على الإقتراب من المخاوف لنفترض أن شخص ما يشعر بخوف شديد تجاه المرتفعات، فإن مسألة الإقتراب من هذه التخوفات والعيش بها على أساس المرح من شأنه أن يُبدل مشاعرك تجاهها للإيجاب!
- ثانيا تغيير معاملتك لظروف الواقع، لأن معاملة الظروف والأيام بالتجاهل والإبحار في المستقبل البعيد ينتجُ عنه الكثير من المشاكل كالقلق والفشل والإكتئاب وغيرها، بالتالي يجب عليك أن تخلق الحيوية في الروتين اليومي الخاص بك.
- ثالثا: تطبيق إستراتيجيات الإسترخاء المختلفة التي من شأنها أن تهدّء من حالتك النفسية وتدفعك نحو الإستقرار.
- رابعا: الإعتماد على النجاحات الواقعية أو ما يطلق عليها بالنجاح اللحظي، كـ أن تنهي دراستك اليومية بصورة كاملة، فذلك سيعطيك دفعة إيجابية لعيش الغد.
- خامسا: النظر للذات من زاوية التقدير والقدرة على تجاوز اللحظات السيئة والظروف السلبية، فذلك يُشكل جدار أمام الوقوع بالخوف الغير عقلاني عند النظر للمستقبل.
بالتالي هذه هي أسباب وطرق علاج الخوف من المستقبل والمجهول قدمناها لكم من خلال موقع انظر حولك. ويمكنك التعرف على باقي المقالات التي قمنا بنشرها في الموقع، فنحن نقدم لكم الكثير من المعرفة بثوبٍ سهل الإرتداء، وهذه إشارة على أن موقعنا من المواقع المميزة في مجال حل وعلاج المشاكل النفسية المختلفة الشائعة وغير الشائعة.